التدمير وتشريد المدنيين وارتكاب جرائم حرب..سلوك الاحتلال التركي في سري كانيه وكري سبي

يصادف اليوم مرور عام على غزو الاحتلال التركي ومرتزقته لسري كانيه وكري سبي/تل أبيض، المخطط الذي رسمه الاحتلال التركي ووافقت عليه الولايات المتحدة وروسيا،و تسبب بدمار مدن وتشريد وتهجير مئات الآلاف من المدنيين وتوطين غرباء بدلاً منهم، ناهيك عن استشهاد الآلاف من الأبرياء تحت قصف وحشي لطائرات الاحتلال واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. 

لم يكن احتلال مدينة عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها آخر مسلسل هجماتها على المدن السورية لتبدأ بعدها بعامين في مثل هذ اليوم غزوها لمدينتي سري كانيه وكري سبي/تل أبيض ففي التاسع من تشرين الأول ألفين وتسعة عشر شن الاحتلال التركي ومرتزقته هجوماً وحشياً بالطائرات والمدافع على مدن سري كانية كري سبي/تل ابيض عين عيسى قامشلو بالإضافة إلى بعض من المناطق الحدودية.

مكونات شمال وشرق سوريا انتفضت لدعم مقاومة الكرامة

أمام الغزو الوحشي للاحتلال وصمت الدول الضامنة والغرب ثار أبناء الشمال السوري بشيبهم وشبابهم لدعم قوات سوريا الديمقراطية في وجه الغزو وأطلقوا على مقاومتهم اسم مقاومة الكرامة، وواجهوا حمم قصف الاحتلال بأجسادهم وأغصان الزيتون، ليقولوا للعالم صمتكم يقتلنا.

الغزو التركي تم التخطيط له مدة طويلة بين الاحتلال التركي والولايات المتحدة وروسيا، وحصل أردوغان على صمت الغرب بعد تهديدهم بملف اللاجئين.

ترامب منح الضوء الأخضر لأردوغان ليقتل الإنسانية في سري كانيه وكري سبي / تل أبيض

ففي السادس من تشرين الأول ألفين وتسعة عشر أمرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوات الأمريكية بالانسحاب من شمال شرق سوريا وفسر مراقبون هذه الخطوة بأنها بمثابة إعطاء ضوء أخضر لتركيا لشن هجماتها على المنطقة، وذلك بعد نسف ما يسمى اتفاق “الآلية الأمنية” التي وقعتها الولايات المتحدة مع تركيا والتي أدت بقوات سوريا الديمقراطية بالانسحاب من المدينتين بعد تدمير تحصيناتها وخطوط الدفاع.

بعد المجازر والجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة من بقايا داعش والنصرة في المدينتين، وترقب واشنطن وموسكو والعالم سقوط المدينتين، أبدى مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية مقاومة بطولية أمام طائرات الناتو وجحافل الإرهابيين استمرت عدة أيام ما أجبر القوى المتآمرة مثل الولايات المتحدة وروسيا على توقيع اتفاقات مع تركيا لإيقاف الغزو.

المقاومة البطولية أجبرت القوى المتآمرة على توقيع اتفاقات وإيقاف الغزو

وفي السابع عشر من تشرين الأول ألفين وتسعة عشر، أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أنّ أمريكا وتركيا توصّلتا إلى اتفاق لوقف الغزو على مدينتي سري كاني وكري سبي/تل أبيض، وفي الثاني والعشرين من تشرين الأول وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان اتفاقا آخر لتمديد وقف إطلاق النار من أجل إعادة انتشار وتموضع قوات سوريا الديمقراطية بعيداً عن الحدود بعمق ثلاثين كم

طائرات أردوغان قصفت قافلة المدنيين الذين توجهوا لإجلاء الجرحى

أثناء توقيع هذه الاتفاقيات توجهت قافلة من المدنيين في إقليم الجزيرة إلى مدينة سري كانيه لإجلاء المدنيين والجرحى، فقام جيش الاحتلال التركي وفي أول خرق للاتفاقات باستهداف القافلة ما أدى لاستشهاد العشرات من المدنيين والصحفيين المرافقين للقافلة.

هفرين خلف رمز مقاومة الكرامة .. قتلوها فقط لأنها كانت تريد السلام

خلال مقاومة الكرامة ضحى الآلاف من المدنيين والمقاتلين بحياتهم أمام همجية المرتزقة ووحشية القصف التركي، وكانت الشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل رمز المقاومة بعد أن سقت بدمها الطاهر تراب وطنها لتكون شهيدة الياسمين بعد أن تم استهدافها من قبل المرتزقة على الطريق الدولي إم فور.

في غزوه استخدم جيش الاحتلال مختلف أنواع الأسلحة ، كما قامت طائراته بقصف مدينة سري كانيه بالأسلحة المحرمة دولياً، ووثقت منظمات حقوقية قصف المدنيين في المدينة بالفوسفور الأبيض والذي ما تزال آثاره ماثلة على أجساء أطفال سري كانيه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى