الذكرى الثانية لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

يصادف اليوم الذكرى الثانية لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، هذه الإدارة التي أصبحت خلال فترة قصيرة نموذجاً يحتذى عالمياً، واستطاعت بناء مؤسسات خدمية وقوات عسكرية تحافظ على الأمن والاستقرار فيها.

تعتبر الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أحد ثمار ثورة التاسع عشر من تموز، وأحد أنجح التجارب الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، من حيث تولي الشعب لسلطته المباشرة، بعيداً عن القوموية والولاء لجهة وشخص واحد.

ويصادف اليوم الأحد السادس من شهر أيلول، الذكرى الثانية لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فبعد تحرير الرقة من مرتزقة داعش، في تشرين الأول ألفين وسبعة عشر، تشكلت سبع إدارات مدنية وذاتية في المنطقة, ليتم بعدها الإعلان عن قيام الإدارة الذاتية في ألفين وثمانية عشر.

وضع القوانين لإدارة المجتمع وبناء المؤسسات وحكم الشعب لنفسه .. أهم إنجازات الإدارة الذاتية

وخلال السنتين الماضيتين استطاعت الإدارة الذاتية وضع القوانين الكفيلة بإدارة المجتمع وتنظيمه من كافة النواحي، إلى جانب تقديم الخدمات للمواطنين عبر بناء مؤسسات، كما أثبتت نفسها على الصعيد السياسي الخارجي، وافتتحت مكاتب تمثيل في العديد من دول العالم منها الولايات المتحدة وروسيا ومصر وغيرها.

كذلك أصبحت الإدارة الذاتية مثالاً يحتذى في حكم الشعب نفسه بنفسه، ومثالاَ حياً على التعايش المشترك بين كافة الأطياف والأديان، وصنفت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية في تقريرها السنوي لعام ألفين وتسعة عشر، مناطق الإدارة الذاتية الأفضل على مستوى سوريا في صون حقوق وحريات الأديان.

الإدارة الذاتية احتضنت مئات الآلاف من النازحين واللاجئين دون أي دعم دولي

وعلى صعيد متصل تعتبر الإدارة الذاتية من الجهات التي تحتضن نازحين ولاجئين من سوريا والخارج، حيث عملت بعيداً عن أي دعم دولي، على تأمين كافة مستلزماتهم واحتياجاتهم في وقت باتت الدول تتهرب من المسؤولية حيالهم.

للإدارة الذاتية قوة عسكرية تحافظ على أمنها .. ومبادرات عدة قدمتها لحل الأزمة السورية

كذلك للإدارة الذاتية قوة عسكرية كبيرة، دافعت عنها ضد كل التهديدات الخارجية وحاربت الإرهاب، وتلك القوى العسكرية هي نسيج متماسك من كل أبناء المنطقة، ولها الفضل الأكبر في القضاء على أكثر الجماعات المتطرفة في العالم.

سياسياً قدمت الإدارة الذاتية مبادرات ومشاريع عدة لحل الأزمة السورية ووقف الصراع على السلطة، هذا الصراع الذي أدى لدمار البلاد وتهجير وقتل الملايين من السوريين.

جهات داخلية وإقليمية عدة عملت على إفشال تجربة الإدارة الذاتية

الإنجازات المذكورة وغيرها على مدار الفترة الماضية، لم تأتِ دون صعوبات، حيث عملت العديد من الأطراف الخارجية والداخلية التي ترى في مشروع الأمة الديمقراطية تهديداً لأنظمتها الدكتاتورية القوموية، على إفشال هذه التجربة الرائدة في المنطقة، خصوصاً وأن منطقة الشرق الأوسط أصبحت ترفض السياسات والأنظمة القديمة والولاء المطلق لجهة واحدة.

تلك الأطراف وعلى رأسها النظام التركي، عملت بكل السبل لإفشال مشروع الإدارة الذاتية، من حيث العمليات العسكرية وزج المتطرفين والمرتزقة لبث الفوضى وضرب الاستقرار، فضلاً عن بث الإشاعات والعمل على زرع الفتنة وجر المنطقة لحرب أهلية أسوة بباقي المناطق السورية، لكن وعي وتكاتف أهل المنطقة والتعايش المشترك فيما بينهم حال دون ذلك.

الإدارة الذاتية.. رحلة مستمرة نحو التطور والأفضل عبر معالجة الأخطاء والتكاتف الشعبي

لتستمر الإدارة الذاتية في رحلتها نحو التطور بشكل أكبر ومعالجة النواقص والأخطاء في ظل التكاتف والوعي المجتمعي والتفاف المكونات حول قواتها العسكرية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى