الذكرى السنوية الثامنة لإعلان الإدارة الذاتية في عفرين

في الـ 29 من كانون الثاني عام 2014، أعلنت الإدارة الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين، هذه الإدارة أصبحت أملاً للشعوب في التخلص من الأزمة التي تعيشها سوريا، ولكن دولة الاحتلال التركي استهدفت هذه التجربة، فخاض سكانها إلى جانب قواتهم العسكرية مقاومة على مدار 58 يوماً. والآن يواصلون مقاومتهم إلى جانب إداراتهم الذاتية من مقاطعة الشهباء وأعينهم على عفرين المحتلة لتحريرها والعودة إليها مجدداً.

بعد بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا في آذار 2011، تطور نظام ديمقراطي في روج آفا بعد ثورة 19 تموز عام 2012، في وقت كانت فيه بقية المناطق السورية تتعرض للدمار والقتل ويتهجر سكانها.

هذه التجربة تطورت بإعلان الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة في الـ 21 من كانون عام 2014 تبتعها كوباني بإعلان إدارتها الذاتية في الـ 27 من الشهر ذاته، وكانت عفرين المقاطعة الثالثة التي تعلن عن إدارتها الذاتية في 29 من شهر كانون الثاني ذاته.

الإدارة الذاتية مستمدة من فلسفة الأمة الديمقراطية التي وضعها القائد عبد الله أوجلان والتي تحتضن جميع الشعوب كل بلونه وخصائه، هذا النظام سعى لتطبيق العدالة وتحقيق الحرية والديمقراطية لشعوب عانت الحرمان لعقود من الزمن.

سعت الإدارة الذاتية لبناء نظام ديمقراطي يعيش فيه الجميع جنباً إلى جنب، وحماية التنوع وضمان حقوق النساء والأطفال، وحماية خصوصية كل من مكون يؤلف هذه الإدارة، إلى جانب حماية الأديان والمعقتدات المختلفة.

وخلال فترة قصيرة، تحولت مدينة عفرين إلى واحة للسلام فأصبحت مقصداً لمئات الآلاف من النازحين من مختلف المناطق السورية، ومع قوانين الإدارة الذاتية تطورت التجارة والاقتصاد والزراعة، فأصبحت مقاطعة عفرين ملجأ كل سوري يفر من المعارك بين قوات حكومة دمشق ومرتزقة الاحتلال التركي.

ولكن هذا التطور في عفرين، لم يرق للقوى المتدخلة في الأزمة السورية وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي، لذلك بدأت المجموعات المرتزقة بشن الهجمات عليها، بهدف القضاء على هذه التجربة الديمقراطية التي كانت شعلة الأمل لبقية السوريين.

الهجمات استمرت طيلة أعوام التالية، ولكن تم إفشالها جميعاً، فبدأت دولة الاحتلال التركي وعبر المقايضات مع روسيا بحبك المؤامرات ضد الإدارة الذاتية، وعبر صفقة مع روسيا، احتلت عفرين في 18 آذار 2018، بعد 58 يوماً من المقاومة التي قدم فيها أهالي عفرين ووحدات حماية الشعب والمرأة مقاومة بطولية في وجه ثاني أكبر قوة في حلف الناتو.

هجمات الاحتلال أدت لتهجير أكثر من 400 ألف شخص من عفرين، ولكن الأهالي الذين استقروا في مقاطعة الشهباء، استكملوا تنظيمهم وفق مبادئ الإدارة الذاتية، ورغم الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق عليهم، إلا أنهم مستمرون في المقاومة ضمن المخيمات وأعينهم على عفرين، لتحريرها والعودة إليها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى