الغارديان: من إدلب لطرابلس.. أطماع أردوغان تطفو على مياه المتوسط

تكشف التدخلات التركية في عدد من البلدان العربية، وفي مقدمتها سوريا وليبيا، عن أطماع توسعية ومحاولة الهيمنة على المنطقة، باستخدام جماعة الإخوان المسلمين، من خلال تمكينها من استلام السلطة في تلك البلدان، وذلك حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

يوماً بعد يوم تتكشف حقيقة أطماع دولة الاحتلال التركية التي لغمت بلدان المنطقة بالفوضى، وغذّت الصراعات والحروب فيها، بحثاً عن أكبر قدر من الدمار لفسح المجال لها بوضع يدها على الأرض والثروات.

صحيفة الغارديان البريطانية سلطت الضوء على أطماع أردوغان التوسعية، سعياً وراء إعادة الدولة العثمانية، التي خلفت طوال أربعة قرون، القتل والدمار والجهل في المجتمعات التي احتلت بلدانها.

وتقول الغارديان تحت عنوان “من إدلب إلى طرابلس.. تركيا تتحرك للسيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط” إن تركيا وبشعارات إخوانية مدسوسة في عباءة عثمانية تخطط لمشروع توسعي من الشرق الأوسط وصولا إلى شمال أفريقيا.

وتغوي شبابا في مقتبل العمر، وأطفالا قصّر بالمال لتلقي بهم في أتون معركة تقودها بالوكالة لدعم مليشيات الوفاق الإخوانية، وتفعيل مشروعها بالاستيلاء على ثروات غاز المتوسط بالسلاح والمرتزقة.

وتقول الغارديان إن أردوغان أدرك أن حلمه بالتوسّع عبر البحر المتوسط سيتبخر مع ميل كفة القوة الميدانية لصالح الجيش الوطني الليبي، الذي اقترب من دخول طرابلس، وهو ما دفعه إلى توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية والتعاون العسكري مع فايز السراج.

أردوغان يسعى لوصول الإخوان المسلمين للحكم في دول المنطقة لتحقيق حلمه العثماني

فيما يقول مراقبون إن الإيديولوجيا تعتبر دافعا لأنقرة للتدخل في ليبيا، ودعم إخوان هذا البلد، لأن أنقرة تعول على وصول الفرع الإخواني للحكم، لفرض قرارها عليهم، وتحقيق حلم أردوغان الكبير وهو إعادة إحياء الدولة العثمانية.

وتشير الصحفية إلى أن “أنصار الإسلام السياسي والعثمانيون الجدد” يرون في ليبيا الفرصة المناسبة للانقضاض على حصة مما خلفته ثورات ما يسمى بالربيع العربي من نفط وتحقيق طموحات جيوسياسية واضحة عبر الإيديولوجيات والمرتزقة”.

وتختم الغارديان بالقول “إن الحرب في ليبيا لن تتوقف، وإنما ستزداد سخونة في المستقبل، مرجحة بقوة إمكانية تكرار السيناريو السوري، حين تحول إلى حلبة مواجهة وتنسيق بين روسيا وتركيا، بسبب رفض موسكو السماح لأردوغان ببسط نفوذه.

ويبدو أن هذا التنافس والتنسيق الروسي ـ التركي، انتقل إلى ليبيا بعد سوريا، حيث يرى مراقبون أن الطرفين ربطا ملفي البلدين ببعضهما، في حسابات التسويات والصفقات بينهما.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى