وسط التحولات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم؛ من الاتفاق النووي الذي يبدو على الأبواب بين إيران والغرب إلى حرب أوكرانيا, أطلقت السعودية والإمارات بشكل متزامن تصريحات تظهر أن العلاقة بين البلدين والولايات المتحدة ليست على ما يرام.
كشفت تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن انتقادات لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتعلق بالضغوط الأميركية ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، ملوّحا بخفض الاستثمارات في أميركا، في دلالة على توتر في العلاقة بين الطرفين.
ورغم الهدوء الذي طبع مقابلة ولي العهد السعودي مع مجلة “ذي أتلانتيك” الخميس إلا أنه كان واضحا جدا بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة، حيث قال إنه “ببساطة لا يهتم” إذا كان الرئيس الأميركي يسيء فهمه، في إشارة إلى عدم تواصل بايدن معه بالرغم من مضي أكثر من عام على تولي الإدارة الجديدة لمهامها في البيت الأبيض.
ويقول متابعون للعلاقة بين السعودية والولايات المتحدة إن الأمير محمد بن سلمان يعلق بهذا الكلام على ما يروّج من تحليلات تذهب إلى أن السعودية تبحث عن بدائل للحظوة التي كان يتمتع بها الأميركيون في المملكة، وأن تخلّي واشنطن عن التزاماتها يعفي الرياض من أيّ التزام ويجعلها تتجه إلى شراكات جديدة.
وبالتوازي مع حديث ولي العهد السعودي الصريح والواضح تجاه الأميركيين اختار سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة أن يناقش مستوى العلاقة التي تجمع بلاده بالولايات المتحدة بشكل علني ويقول إن هذه العلاقة تمر بمرحلة اختبار وإجهاد، في خطوة قال مراقبون إن الهدف منها نقل النقاش الذي يتم على الهامش وفي وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى الواجهة وتحويله إلى نقاش دبلوماسي باحث عن تصويب هذه العلاقة بشكل ثنائي.
وخليجياً أيضا؛ وجهت كل من السعودية والبحرين رسالة غير مباشرة إلى قطر بشأن ضرورة الإسراع في “إزالة الأمور العالقة” في اتفاق العلا. جاء ذلك في بيان مشترك مع ختام زيارة قام بها ملك البحرين إلى الرياض الأربعاء، والتقى خلالها بالعاهل السعودي وولي عهده.
جدير بالذكر أن التحولات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، سواء المفاوضات الجارية حول النووي الإيراني والتي بلغت مرحلة حاسمة أو الصدام الروسي – الغربي جراء الحرب في أوكرانيا، تلقي بظلالها على دول مجلس التعاون الخليجي وعلاقتها بأمريكا والدول الغربية عموما.
