بعد دخولها بحجة داعش و”المنطقة الآمنة” تركيا تكرر تاريخ احتلالاتها في سوريا

أفضى احتلال الدولة التركية للأراضي السورية قبل 6 أعوام بحجة محاربة داعش إلى إنعاش أكثر الجماعات “تطرفاً وإرهاباً” في العالم وتحويل شمال سوريا إلى بؤرة للإرهاب العالمي في ظل الاحتلال المستمر حيث تظهر سيسات الفاشية التركية المستندة على تكرار تاريخ احتلالتها للمنطقة.

مع خسارة داعش التي عوّلت عليها النظام الفاشي التركي، مساحات واسعة في معارك التحرير التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا وشرقها؛ ومع تراجعها أمام تقدم قوات مجلس منبج العسكري صيف العام 2016 ووصولها إلى تخوم جرابلس والباب؛ سارع الاحتلال التركي إلى إنقاذ ما تبقى من فلول داعش عبر دخولها واحتلالها للأراضي السورية واحتلال عدد من المدن في مسرحية تسليم واستلام بين داعش والدولة التركية برعايةٍ روسية وعدم اعتراضٍ من التحالف الدولي المشكل ضد داعش آنذاك.

دخل الاحتلال التركي إلى الأراضي السورية عبر مدينة جرابلس في الـ24 من آب/أغسطس 2016، أي عقب 500 عام من معركة مرج دابق الشهيرة التي اجتاح فيها العثمانيون بلاد الشام بعد هزيمتهم للمماليك في 24 من آب عام 1516 شمال مدينة حلب وامتدادهم إلى بلاد الشام والدول العربية شمالي أفريقيا.

حيث كانت رسائل أنقرة واضحة من خلال اختيار تاريخ يوم دخول الأراضي السورية واحتلالها؛ وهي الخطوة التي كانت حلماً يراود تركيا منذ ما يقارب 100 عام عقب خسارة العثمانيين للحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا ورسم الدول المنتصرة في الحرب الحدود الحالية للدولة التركية وذلك ما اعتبرته تركيا تقسيماً غير عادل، في ظل خروج الكثير من المناطق من تحت سيطرة الدولة العثمانية.

في حين تعتبر أغلب شعوب الشرق الأوسط أن وجود الدولة التركية أساساً غير عادل في المنطقة، حيث أن العثمانيين لا يزيد تاريخهم في منطقة الشرق الأوسط عن 900 عام بحسب إجماع المؤرخين، إذ قدموا من شرق آسيا إلى الأناضول عقب معركة ملاذكرد 1071 التي دخل من خلالها السلاجقة وهم أسلاف العثمانيين إلى كردستان والأناضول بعد هزيمتهم للبيزنطيين.

دخول تركيا إلى الأراضي السورية جاء بالاتفاق مع دمشق وموسكو

واليوم يتكرر التاريخ الاحتلالي حيث أفضت اتفاقيات غير معلنة بين حكومة دمشق وأنقرة برعاية موسكو، إلى دخول القوات التركية الأراضي السورية ومنع تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتجاه مدينة الباب والوصول إلى مقاطعة عفرين المحاصرة؛ في حين سحبت تركيا 16 ألف مرتزق من الأحياء الشرقية لمدينة حلب في كانون الأول من العام 2016، لتسيطر قوات حكومة دمشق على كامل مدينة حلب عدا حييّ الأشرفية والشيخ مقصود اللذين حمتهما وحدات حماية الشعب والمرأة.

حيث يصادف اليوم الرابع والعشرين من آب يوم احتلال تركيا لجرابلس وتباعا باقي المناطق السورية عام 2016.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى