تأثير مرتقب لعودة علاقات السعودية مع إيران ودمشق على ملفات لبنان الشائكة

يخيّم اليأس والبؤس والحرمان على لبنان، بسبب احتدام الصراع فيه بين صنّاع القرار في طهران والرياض، وارتهان مستقبله المنظور بالتذبذبات بين الجمهورية والمملكة.

يمثل الاتفاق السعودي – الإيراني، المبرم برعاية صينية، في العاشر من آذار الماضي، تطوّراً قد يكون مفصلياً في تحديد مآلات الأزمة المستعصية في لبنان، البلد الذي يُمثّل منطقة تماسّ حادّة بين مصالح طهران والرياض.

كما أن جانباً كبيراً من الأزمة اللبنانية الداخلية، لا سيما في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وما يتبع ذلك من إعادة تشكّل للسلطة، مرتبط رغم البُعد الداخلي، بمناخ إقليمي ودولي شديد التأثُّر بطبيعة العلاقات بين السعودية وإيران.

ولم تنسحب مفاعيل الانفراج السياسي بين إيران والسعودية على البلدين فحسب، إنما توسّعت من دون شك لتطال شركاءهما الإقليميين، بما في ذلك لبنان. ويمنح هذا التقارب بيروت بعض الأمل في حل أزماتها المعقدة التي نتجت جزئيًّا عن التوترات بين القوتين الإقليميتين.

أضف إلى ذلك، التفاهم بين السعودية ودمشق، بعد قطيعة دامت 12 عاماً، وهذا كفيل بطرح أكثر من سؤال حول تأثير عودة السعودية ودمشق على لبنان، ومفاعيل استئناف دور دمشق في لبنان.

وفي السياق، يقول المحلل السياسي، منير الربيع، إن “لبنان عوّل خلال الأشهر الأخيرة على تحوّل داخلي في إيران نفسها، يمكن أن ينعكس إيجاباً على سياسات طهران في الشرق الأوسط عامة، وفي لبنان خاصة، غير أن “اتفاق بكين” حمل آمالاً جديدة بالنسبة للبنان واللبنانيين”.

ويتابع الربيع بالقول: “بالنظر إلى الوقت الذي ستحتاجه خارطة الطريق لتعبيد العلاقات بشكل متقدم بين السعودية وإيران، يبدو من الصعب أيضاً توقُّع توصل الطرفين إلى تسوية لجميع ملفات النزاع الثنائي والإقليمي، بما فيها ملف لبنان، في أجل قريب. ويُعدّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية مفتاحاً أساسياً لإنهاء الانسداد السياسي اللبناني الراهن، إذ إن إنجاز هذا الاستحقاق يُعدّ شرطاً لإعادة إنتاج السلطة وتشكيل حكومة جديدة يمكنها إدارة ملفات البلد، والتعامل مع صندوق النقد والبنك الدوليين وبقية الدول والهيئات المانحة”.

جدير بالذكر أن لبنان يحتاج أكثر من غيره إلى التأثير الإيجابي لأي تقارب إيراني – سعودي. فقد واجه مواطنوه عدداً من الأزمات في السنوات الثلاث الماضية. وأعاقت التوترات بين الرياض وطهران قدرة بيروت على مواجهة هذه التحديات.

بعد قطيعة سنوات.. السعودية وإيران تستعيدان علاقاتهما الثنائية بمسعى صيني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى