ربع قرن على توقيع اتفاقية أضنة الأمنية بين الاحتلال التركي وحكومة دمشق

مضى على توقيع اتفاقية أضنة بين حكومة دمشق والفاشية التركية، ربع قرن ولا تزال المنطقة تعاني من آثارها المدمرة، إذ شكلت هذه الاتفاقية الأمنية إحدى المحطات المفصلية في تاريخ سوريا والشرق الأوسط، ووصفها القائد عبد الله أوجلان بالمؤامرة الدولية.

في العشرين من تشرين الأول عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين، جرى توقيع اتفاقية أمنية بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق سميت بـ “اتفاقية أضنة”، ولم تسجّل وفق البروتوكولات الدولية ولا في الأمم المتحدة, كما لم تُعرض على مجلس الشعب التابع لحكومة دمشق للموافقة عليه.

وكان الهدف الرئيس من الاتفاقية هو القضاء على الشعب الكردي ونضاله، وعلى حركة حرية كردستان والقائد عبد الله أوجلان الذي يخوض نضالاً ضد دولة الاحتلال التركي, إذ وصفها القائد بالمؤامرة الدولية.

وبموجب هذه الاتفاقية رضخت حكومة دمشق لتهديدات الفاشية التركية وسمحت لها بالتوغل ضمن أراضيها لملاحقة من أسمتهم بالإرهابيين حتى عمق خمسة كيلومترات إلا أنها بالأساس كانت موجهة ضد نضال الشعب الكردي.

وكان أحد بنود الاتفاقية ينص على تخلي سوريا عن لواء اسكندرون التي سلختها تركيا عن سوريا عام ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين.

اتفاقية أضنة سمحت للاحتلال التركي بشن الغزو الثقافي والاقتصادي ضد سوريا

وبعد توقيع الاتفاقية تم توقيع عشرات الاتفاقيات بين دمشق وأنقرة مكنت الأخيرة من غزو سوريا اقتصادياً وثقافياً.

بالتزامن مع الأزمة السورية.. اتفاقية أضنة شجعت الفاشية التركية لاحتلال الأراضي السورية

وبُعيد الأزمة السورية عام ألفين وأحد عشر، أظهرت الفاشية التركية نواياها الاستعمارية ودعمت المجموعات المرتزقة التي استباحت الأراضي السورية.

وعندما فشل مرتزقتها في تنفيذ مخططاتها، بدأت الفاشية التركية احتلالها المباشر للأراضي السورية بعد أيام على هزيمة مرتزقة داعش في منبج واحتلت الباب وإعزاز وجرابلس عام ألفين وستة عشر، وعفرين عام ألفين وثمانية عشر، وسريه كانيه وكري سبي عام ألفين وتسعة عشر.

اتفاقية أضنة المعدلة تبرير للاحتلال وانتهاك للسيادة السورية

في عام ألفين وتسعة عشر، بدأت روسيا بالحديث عن اتفاقية أضنة كبوابة للتطبيع بين حكومة دمشق والفاشية التركية، وجرى الحديث عن تعديل اتفاقية أضنة يخوّل لدولة الاحتلال غزو المناطق السورية الحدودية بعمق ثلاثين كيلومتراً.

ولم تفض الضغوط الروسية على حكومة دمشق للتوصل إلى تطبيع كامل مع دولة الاحتلال، ولكن اتفاقية أضنة المعدلة، أسست لمرحلة جديدة من التآمر بين الدول المحتلة لكردستان وقوى الهيمنة العالمية ضد الكرد وشعوب الشرق الأوسط، وخلقت واقعاً مدمراً للشعب السوري على وجه الخصوص.

الاحتلال التركي قصف 31 منشأة وموقعاً حيوياً في شمال وشرق سوريا في 3 أيام

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى