اعتراف باستخدام القوة القصوى وتحذير.. إيران تستعد لموجة احتجاجات جديدة

رغم مرور أشهر على الاحتجاجات في شرق كردستان وإيران التي وصفت بأنها “أشد من حرب العراق”، إلا أن آثارها لا تزال حاضرة، وجذوتها لم تنطفئ بعد.

ستة أشهر.. والإنتفاضة مستمرة.. أشعل وفاة الشابة جينا أميني على يد ما تعرف بشرطة الأخلاق ثورة المرأة في شرق كردستان وإيران بهتافات “المرأة، الحياة، الحرية”.

أكثر من 180 يوماً من المسيرات الاحتجاجية والمظاهرات المطالبة بتحقيق الديمقراطية في بلد يحكمه نظام استبدادي منذ أربع عقود مارس خلالها مختلف صنوف سياسيات الصهر والدمج وإمحاء الهوية الثقافية للشعوب.

آثار الاحتجاجات بدت واضحة في تخلي أعداد كبيرة من النساء عن الحجاب الإلزامي في الشوارع، فيما الهتافات الليلية وكتابة الشعارات المنددة بالنظام يتردد صداها بين الحين والآخر، إضافة إلى خروج المتظاهرين إلى الشوارع في نهاية الأسبوع وكل يوم جمعة.

مسؤولو الدولة الإيرانية يطلقون على الاحتجاجات اسم “اضطرابات”، رغم ما أسفرت عنه من مقتل 530 شخصاً وإعدام أربعة متظاهرين، بحسب منظمة “هرانا” الحقوقية.

وردا على سؤال عما إذا كان العام الإيراني الماضي الذي انتهى في 20 آذار الجاري وكان عاما صعبا على عناصر الشرطة، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي: “لا نستطيع أن نقول إنه كان صعبا، لكن بعد كل شيء، كانت مشكلة، دون التطرق الى أن أكثر من 500 شخص قتلوا على يد عملاء الحكومة وقرابة 20 ألف شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات”.

ورغم هدوء وتيرة تلك الاحتجاجات واقتصارها على نهاية الأسبوع في بعض المناطق، إلا أن الدولة الإيرانية تتوقع موجة جديدة، في قادم الأيام، وأكدت أنها تستعد لها.

إذ طالب قائد الوحدات الخاصة في قوات الشرطة الإيرانية، حسن كرمي بمضاعفة قدرة هذه الوحدة من أجل التعامل مع ما أسماها بالاضطرابات.

وأكد أن ما شهده شرق كردستان وإيران كانت بمثابة حرب مشتركة، أكثر خطورة وتعقيداً من الحرب العسكرية التي استمرت ثماني سنوات مع العراق.

وشبّه المسؤول الإيراني انتشار القوات الخاصة في الشوارع لأكثر من ثلاثة أشهر لقمع المتظاهرين، بقوات “المدافعين عن المراقد الشيعية المقدسة”، وهو ذلك الوصف المستخدم لقوات الحرس الثوري.

ووصف قوات الوحدة الخاصة بأنها سبب “إثارة الخوف” لدى المتظاهرين. وأكد أن “الحكومة تشعر بالقلق إزاء الموجة الجديدة من الاحتجاجات.

ولعبت قوات وحدة الشرطة الخاصة دوراً في جميع أعمال قمع الاحتجاجات، من خلال إطلاق النار مباشرة على رؤوس وصدور المتظاهرين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى