الباحث سيروج أبيكيان: تركيا تتجه نحو أزمة نظام سواء فاز أردوغان أو كليجدار أوغلو

أظهر الأتراك من خلال تصويتهم العقابي ضد زعيم الفاشية التركية أردوغان، حالة عدم الرضا عن السياسات المُتبعة خلال الفترة السابقة، كاتجاهات السياسة الخارجية، والممارسات السياسية، والمعالجات الاقتصادية، وتعديل الدستور لتغيير نظام الحكم ليصبح رئاسياً.

برز من خلال تحليل خريطة التصويت للمناطق التركية، اعتماداً على النتائج التي أعلنها أحمد ينر، رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، تنافسية عالية بين الأحزاب، والتحالفات الانتخابية المختلفة، سواء للفوز برئاسة الجمهورية من الجولة الأولى، أو الحصول على أغلبية البرلمان.

وبرزت تساؤلات عريضة تتحدث عن المشهد السياسي التركي في مرحلة ما بعد أردوغان؛ ليس فقط لخسارته رهان الحسم من الجولة الأولى، ودخوله في منافسة شرسة مع المعارضة المتوحدة، ولكن لاعتبار يتعلق بتصريحه أواخر ديسمبر 2022 في خطابٍ له في مدينة “سامسون” بشمال كردستان عن سعيه لطلب دعم الأمة كمرشح رئاسي لآخر مرّة.

وفي هذا الخصوص، أكد المحلل والباحث السياسي والاجتماعي، الأستاذ سيروج ابيكيان، أن النظام “الأردوغاني” قد استهلك، على مدى عشرين سنة، وهو نظام مبني على المبادئ “الإخوانية” التي تخفي في طياتها القومية التركية، فمن الطبيعي أن يسير نحو الانحدار، وبالتالي نستطيع أن نضع نتيجة الانتخابات كانحدار سياسي، لأن أردوغان استنفذ، وليس لديه من جديد ليقدمه.

وأضاف ابيكيان، أن: “الجولة الثانية للانتخابات قد تحمل فوزاً أخيراً لأردوغان وحزبه بنتيجة متقاربة مع منافسه، كليجدار أوغلو، بعد تجيير أصوات سنان أوغان له، ولكن الصوت الاغترابي له دور كبير يمكن أن يقلب الطاولة مع تحرك بسيط بالداخل”.

ويقول ابيكيان: “إذا قارنا ممارسات أردوغان بالسنوات العشرين التي مضت، من سجن الصحافيين، والمفكرين والمعارضين، والتعاطي بدكتاتورية، مع كل من يعارضه، فنتوقع رفضه لنتائج الانتخابات، ومحاولة تغيير النتائج في حال خسر، وترتيب الأمور لمصلحته، واستغلال النفوذ، كونه يمسك بزمام السلطة، فمن الطبيعي أن لا يقبل الخسارة”.

ويؤكد ابيكيان أن: (أردوغان وكليجدار) يعلمان جيداً أن الانفتاح والتوسع نحو جنوب تركيا سيتضاءل بالصعود العربي والسعودي، وإعادة لملمة الدول العربية، خاصة في الآونة الأخيرة تحت القيادة السعودية ومبادراتها.

موضحاً أنه “في حال فوز كليجدار أوغلو من الممكن أن يغير في أساليب السياسة الخارجية، وليس في العلاقات على المدى المنظور، ولكن سوف نرى تحولاً بالاهتمامات التركية نحو الانفتاح باتجاه وطرق أخرى، لكن أردوغان استنفد كل الطرق، الدبلوماسية، والعلاقات الجيدة، حتى الحروب ودعم الإرهاب”.

المرشح الثالث للرئاسة سنان أوغان يعلن دعمه لأردوغان في الجولة الانتخابية الثانية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى