الترحيل القسريّ مرحلة إضافيّة في خطة التتريك وإنشاء إقليم ناطق بالتركية في الشمال السوري المحتل

تواصل سلطات الاحتلال التركية ترحيل اللاجئين السوريين بصورة يوميّة وذلك عبر الاعتقال المباشر، وتشمل حتى السوريين الحاصلين على بطاقات الحماية المؤقتة أو ما يعرف (بالكيملك)، ودون أن يرتكبوا أيّة مخالفة قانونية. وقد زادت معدلات الترحيل القسريّ بصورة ملحوظة بعد الانتخابات الرئاسيّة التركية.

يعد ملف اللاجئين السوريين على الأراضي التركية أحد الملفات الشائكة على طرفي الحدود في سوريا والتركيّة، فالسوريون الذين مضى على وجودهم سنوات طويلة في تركيا قد أسسوا نماذج لحياة مستقرة، ولن يعودوا ما لم يضمنوا ظروفاً آمنة في سوريا ويتطلعون للعودة على بيوتهم ومواطنهم الأصليّة وليس إلى المخيمات أو مناطق يسودها فوضى السلاح وتقع فيها الاشتباكات بصورة يوميّة عدا احتمالات الاختطاف والابتزاز.

إلا أنّ أردوغان يحاول أن يؤكد لناخبيه أنّه سيفي بوعوده الانتخابيّة وسيعيد السوريين إلى بلادهم، وهو لا يدخر مناسبة إلا ويؤكد هذا الهدف مع تأكيد مواصلة بناء البؤر الاستيطانيّة في المناطق التي تحتلها تركيا في سوريا

الترحيل القصري وسيلة لتتريك الشمال السوري المحتل

إعادة اللاجئين السوريين لاتتعدى التخلص من أحد الملفات الشائكة، والمسألة لا تتعلق بالاقتصاد فالبعد الأكثر عمقاً لعودة السوريين يتعلق بكونه الحلقة الأخيرة في خطة التتريك، إذ سيواصل العائدون على نموذج الحياة التي اعتادوها ، وبخاصة أنّ المناطق التي يُرحّلون إليها تخضع للاحتلال التركيّ وقد اُتخذت فيها جملة من إجراءات التتريك.

تركيا تحاول جعل عفرين إقليما ناطقا باللغة التركيّة

تدرك الحكومة التركيّة أنّ استمرار احتلالها لمناطق في شمال سوريا يخضع لمعادلات سياسيّة دوليّة معقدة، ولم يكن لها أن تقوم بالعدوان وتحتل تلك المناطق لولا الموقف الدوليّ، ولذلك فالخطة التركيّة تتمحور حول إيجاد متغيرات مجتمعيّة دائمة، وإنشاء جيب على الحدود ناطق باللغة التركيّة.

أولى الخطوات كانت عبر العدوان والاحتلال والتهجير وفي المقدمة الكرد، بتهجيرهم القسريّ من المنطقة والتضييق على من بقي وانتزاع الملكيات منهم قسراً.

يشكّلُ ترحيل التركمان من حمص وغيرها من المناطق السوريّة إلى مناطق شمال سوريا خطوة أوليّة للمشروع

الخطوة الثالثة شملت جملة إجراءات للتغيير الديمغرافيّ بالعمل على تثبيت وجود المستوطنين عبر إنشاء البؤر الاستيطانيّة،

رفع العلم التركيّ وتغيير أسماء البلدات والساحات إلى أسماء رموز تركية يهدف إلى تحقيق غايتين: الأولى تغييب مفردات الثقافة الأصيلة والثاني إدراج بدائل تركية، ليكون حضورها طبيعيّاً مع مرور الوقت.

العامل الأكثر حسماً يتعلق بتعليم اللغة التركيّة، فقد تم فرضها في المدارس كمادة إلزاميّة وتمت زيادة عدد حصصها وجعلها شرطٌا أساسيّا للتعيين في الوظائف وقد قبل الطلاب على تعلم اللغة التركيّة لإكمال دراستهم الجامعية في الجامعات التركيّة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى