باحثون: الأزمة بين إيران وأذربيجان لها جذور تاريخية وامتدادات جغرافية واسعة النطاق

أشار باحثون في الشؤون السياسية إلى أن الخلافات بين إيران وأذربيجان متجذرة وليست وليدة حادث الهجوم على سفارة باكو في طهران؛ إنما الاحتقان ممتد لعقود؛ نتيجة دعم إيران لأرمينيا في مواجهة أذربيجان التي تدعمها أنقرة.

تصاعدت خلال الأيام الماضية، حدة الأزمة الدبلوماسية بين أذربيجان وإيران على خلفية الهجوم الذي وقع على سفارة باكو في طهران، وأسفر عن مقتل أورخان أسجاروف؛ رئيس جهاز الأمن بالسفارة وإصابة شخصين بجروح.

ومنذ وقوع الهجوم صعدت أذربيجان من حدة هجومها على إيران، حيث اتهمتها بالمسؤولية عن الحادث، وأغلقت سفارتها في طهران، وأجّلت دبلوماسييها، كما دعت مواطنيها؛ لعدم السفر لإيران قبل أن تعلن وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان رسمي الأربعاء، رفع شكوى لدى المنظمات الدولية على إيران.

وكانت إيران قد اعتبرت أن الهجوم الذي استهدف سفارة أذربيجان في طهران، له دوافع شخصية، وحذر رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، باكو، مما وصفه بالقرارات العاطفية التي يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى.

في الصدد؛ رأى الباحث المصري في الشؤون الإيرانية، محمد شعت، أن الخلافات متجذرة بين الطرفين؛ نظراً لوجود ملفات خلافية وتثير قلق إيران تحديداً تجاه أذربيجان.

وقال إن “أهم هذه الملفات هو البعد القومي للآذريين، خاصة وأن القومية الآذرية موجودة بكثرة في إيران، وهناك قلق لدى طهران من تنامي النزعة الانفصالية لديهم”.

وحسب شعت فإن “من المرجح أن يكون الحادث ناتج عن تغذية العنصرية الفارسية تجاه القومية الآذرية في الوقت الذي يشن فيه الإعلام الإيراني حملات ضد أذربيجان”.

من جانبه، رأى الباحث المصري في الشؤون الآذرية، أبو بكر أبو المجد، أن ما حدث في سفارة أذربيجان لم يكن وليد الصدفة وإنما نتيجة احتقان على مدى عقود؛ نتيجة دعم لأرمينيا، وكذلك طالما كانت إيران حريصة على بقاء أرمينيا قوية أمام أذربيجان ودعمتها بالسلاح دون مقابل يذكر؛ لأن سيطرة أرمينيا على إقليم قره باغ كان يتيح لإيران ممارسة نفوذها.

وحسب أبو المجد، فإن “أحد أهم أسباب الخلاف بين طهران وباكو، أن أذربيجان هي الحليف الأقوى لتركيا التي تملك مشروعاً توسعياً في آسيا الوسطى والشرق الأوسط يخالف المشروع الإيراني”، لافتاً إلى أن “الدعم التركي لأذربيجان هو حجر عثرة أمام مشروع تمدد النفوذ الإيراني بالمنطقة”.

ولفت أبو المجد إلى أن “إيران تعتبر الطرف الأضعف في الصراع خاصة مع وجود أكثر من 30 مليون آذري بإيران يمثلون أكبر القوميات غير الفارسية داخل إيران، لدرجة أن الحكومة الإيرانية تسميهم بأتراك إيران، وقد يلعبون؛ دوراً كبير ضد إيران حال بدء الأزمة وتطورها بشكل كبير”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى