تمرد النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة في إدلب يحرج تركيا أمام روسيا

تشهد منطقة ما يسمى “خفض التصعيد” توتراً متصاعداً بين الاحتلال التركي ومرتزقة النصرة، نتيجة تمرد بعض قادة الأخير على حليفها تركيا، حول اتفاق أنقرة مع روسيا الذي يقضي بتسيير دوريات مشتركة في تلك المنطقة.

ما لم يكن في حسبان الاحتلال التركي، هو تمرد بعض قادة مرتزقته في إدلب على اتفاقاته وصفقاته المستمرة مع روسيا، الأمر الذي ظهر مؤخراً، من قبل قيادات في هيئة تحرير الشام / النصرة، في المحافظة.

التصعيد بين النصرة وتركيا ينذر بمواجهة غير مسبوقة خاصة مع تحول الهيئة إلى عبء ثقيل على أنقرة، ومصدر إحراج لها أمام روسيا بسبب اعتراض قياداتها على الاتفاق التركي ـ الروسي.

النصرة كانت تصف القوات التركية بـ “الأخوة الحلفاء” التي تقاتل معهم في ذات الخندق

وعلى وقع محاولات النصرة الدؤوبة عرقلة الاتفاق، قام جيش الاحتلال التركي أول أمس بفض اعتصام بالقوة على الطريق الدولي حلب – اللاذقية في محافظة إدلب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في ثاني مواجهة مع معتصمين يعتقد أنهم ينتمون إلى النصرة ومجموعات متشددة أخرى تعترض على تسيير دوريات روسية تركية مشتركة على طول هذا الطريق، وسط إمكانية أن يجد الأخوة الحلفاء؛ كما كانت تصف النصرة تركيا بها، أنفسهم في مواجهة بعضهم البعض بعد أن كانوا يقاتلون في ذات الخندق.

غيرت تركيا اسم النصرة وحاولت دمجها مع مرتزقة “الجيش الوطني” على غرار داعش

ورغم المحاولات التركية السابقة، بدمج النصرة ضمن صفوف ما يسمى “الجيش الوطني السوري” كما فعلت مع مرتزقة داعش المهزومين، إلا أن بعض قياداتها لازالت ترفض الانصياع للأوامرها ، وسبقت لتركيا أن طلبت من النصرة تغيير اسمها، وتحولت بين ليلة وضحاها إلى جبهة تحرير الشام ثم جبهة فتح الشام، وأخيراً هيئة تحرير الشام في محاولة من الاحتلال التركي إلباسهم لبوس ما تسمى الفصائل المعتدلة.

المرصد السوري: سقوط قتلى على يد الاحتلال التركي أدى إلى ارتفاع حدة التوتر في إدلب

من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سقوط قتلى في صفوف المعتصمين على يد قوات الاحتلال التركية أدى إلى ارتفاع حدة التوتر في المنطقة، حيث تم رصد استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة بين مرتزقة متطرفين يرجح أنهم ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وقوات الاحتلال التركي يدعمها مرتزقة فيلق الشام، بالإضافة إلى سقوط قذائف على النقاط التركية الواقعة بمحيط مدينة النيرب، بينما حلقت طائرات الاستطلاع التركية بكثافة في أجواء المنطقة.

ويرجح المحللون أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من الانشقاقات في صلب النصرة، والانتقال إلى جماعات أكثر تطرفاً على غرار حراس الدين.

يذكر أن مرتزقة هيئة تحرير الشام صنفت إرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي في عام ألفين وثمانية عشر، كما تم فرض عقوبات دولية عليها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى