مأساة إنسانية أخرى تضاف إلى جملة المآسي التي يعيشها السوريون

وكأن سوريا التي بكت دماً خلال سنوات أزمتها الـ 12 عاماً والتي مزقت أوصالها، كانت تنتظر سبباً آخر للموت والمعاناة، أو كانت بحاجة إلى زلزال لتكتمل ثلاثية “التراجيدية السورية”؛ الكوارث الطبيعية والإرهاب والحرب.

الحرب الدائرة على السلطة بين حكومة آخر همها الشعب السوري ومجموعات مسلحة ممولة من دولة الاحتلال التركي وقطر وجماعات الإخوان المسلمين، وكذلك إرهاب مرتزقة داعش وجبهة النصرة، كلفت السوريين الكثير من المآسي من القتل والتشرد والدمار. ليأتي الزلزال الأخير لتكتمل ثلاثية “التراجيدية السورية”؛ الحرب والإرهاب والكوارث الطبيعية .

المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن سقوط مباني بشكل كامل وجزئي في 58 قرية وبلدة ومدينة سورية غالبيتها ضمن مناطق شمال غرب سوريا، منها اللاذقية وحماة وحلب ضمن مناطق سيطرة حكومة دمشق ومارع والباب وإعزاز وجنديرس، وسرمدا ومعرة مصرين ودركوش وحارم وعزمارين وزردنا وسلقين ورام حمدان والملند والرمادية وجسر الشغور، المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها.

حكومة دمشق، طالبت على الفور بالدعم الدولي، وقالت بأنها طالبت مؤسساتها المختلفة بالتحرك لإنقاذ المتضررين، ولكن في ظل الأزمات التي تعيشها الحكومة من مختلف الجوانب، كانت استجابتها لهذا الوضع الطارئ ضعيفاً جداً.

في شمال غرب سوريا المحتل تركياً، كان الوضع أكثر رعباً وقساوة، فعشرات المباني تهدمت فوق رؤس قاطنيها، وأعداد الضحايا في ازدياد مستمر، الوضع في هذه المنطقة لا يزال مجهولاً، لسعي الأطراف المرتبطة بالاحتلال التركي الإبقاء على المعلومات تحت السيطرة في ظل عدم تقديم الخدمات لها على مدار أعوام كي لا تنكشف حقيقة سرقتها للمساعدات التي كانت تقدم لهذه المناطق.

الصحة العالمية تتوقع أن تكون الحصيلة النهائية أكبر بكثير من الأرقام غير النهائية

وتوقّعت منظمة الصحة العالمية، في ظلّ هذه الظروف السيئة، أن تكون الحصيلة النهائية أكبر بكثير من الأرقام غير النهائية المعلنة بنحو ثمان مرات.

فيما ذكر مسؤول في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، أن “الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا عوامل تعرقل استجابة الوكالة للزلزال”.

عروض تقديم مساعدات لسوريا وتركيا

ومنذ وقوع الكارثة، انهالت عروض الدعم والمساعدة الدولية، ولكن غالبية الدعم يتوجه إلى تركيا، بينما لم تستقبل سوريا مساعدات سوى من حليفة حكومة دمشق روسيا وإيران وبعض الدول العربية.

وأمام هذه الكارثة الإنسانية، لا يزال السوريون يعانون من ضعف الامكانات لإخراج العالقين تحت الأنقاض أو توفير المساعدات والدعم للعوائل التي فقدت مناطق سكنها وباتت الآن تعيش في العراء في ظل شتاء قاسٍ لا يرحم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى