نوروز ومستعمرو كردستان..منع الكرد من الاحتفال بعيدهم الوطني

إن القوى المستعمرة لكردستان، لم تسمح يوماً للكرد أن يحتفلوا بعيد نوروز، لأنها كانت ترى بأن هذ العيد ينمّي الشعور بالقومية لديهم، ولذلك اتبعت شتى الوسائل لمنعهم من الاحتفال به، حتى وصل الأمر بها إلى قتل المحتفلين، ولكن صرخة “المقاومة حياة” التي أطلقها مظلوم دوغان من سجن آمد، أصبحت شعاراً لعموم الشعب الكردي للاحتفال بهذا اليوم.

لم يكن يوم نوروز محط ترحيب لدى السلطات المستعمرة لكردستان، فقد كان محظوراً لأسباب مختلفة منها قومية وأخرى دينية، لذا كانت تقام الاحتفالات بطريقة شبه سرية أو تحت اسم مناسبة أخرى مع إضفاء المظاهر السياسية عليها للتأكيد على هويتهم الكردية وانتمائهم القومي.

الفاشية التركية تعتبر الاحتفال بنوروز خطراً على أمنها القومي

ففي تركيا، ترى السلطات في هذا اليوم تهديداً لأمنها القومي لأنه عيد قومي كردي ينمي الشعور بالهوية الكردية التي تسعى السلطات التركية عبر المجازر التي ترتكبها إلى القضاء عليها.

لذا تستخدم السلطات التركية جميع الأساليب القمعية لمنع أبناء الشعب الكردي في شمال كردستان من التجمع ورفع الرموز الكردية، وتلاحق المنظمين لاحتفالات هذا اليوم.

صرخة “المقاومة حياة” التي أطلقها مظلوم دوغان أصبحت شعاراً للكرد

لكن أحيت مقاومة الشهيد مظلوم دوغان في سجن آمد وإضرامه النار بجسده في السجن في عشية يوم نوروز عام 1982، الاحتفال بهذا العيد في شمال كردستان، وبذلك تحول مظلوم دوغان إلى كاوا العصر وباتت صرخته “المقاومة حياة” شعاراً لعموم الشعب الكردي في كل مكان.

ولم يقتصر قمع الشعب الكردي ومنعه من الاحتفال بعيده على السلطات التركية، بل مارست الحكومات والأنظمة الفاشية في العراق وإيران، كافة الأساليب لمنع الكرد من التجمع والتعبير عن هويتم القومية.

الكرد والاحتفال بعيد نوروز في سوريا..قمع واستهداف وصولاً إلى القتل

وفي سوريا أيضاً كان الاحتفال بعيد نوروز ممنوعاً، إذ كان يعتقل كل من يثبت إحياءه لعيد نوروز، وربما كان يقتل تحت التعذيب، حتى جاء نوروز عام 1986 والذي خرج فيه الكرد بالعاصمة دمشق لأول مرة للاحتفال به فواجهتهم السلطات الأمنية ما أدى لاستشهاد المواطن سليمان آدي.

وكانت حكومة دمشق حتى هذا التاريخ تمنع الطلاب والموظفين من حضور الاحتفالات بعيد نوروز، وأي مشاركة كانت تعرض صاحبها للسجن والفصل من المدارس والدوائر الحكومية.

وفي عام 1988 أصدر النظام البعثي المرسوم رقم 104 والذي يقضي باعتبار 21 آذار من كل عام عيداً رسمياً للأم في البلاد، وتعطيل الجهات العامة في الدولة دون الإشارة لخصوصية نوروز، وتعمّد بذلك تجاهل الوجود الكردي في البلاد.

وبعد انتفاضة 12 آذار 2004، شددت السلطات البعثية من قمعها للمحتفلين بعيد نوروز، إذ استهدفت عشية نوروز 2008 أبناء مدينة قامشلو الذين كانوا يضرمون النيران أمام منازلهم احتفالاً بقدوم العيد ما أدى لاستشهاد ثلاثة شبان (المحمدون الثلاثة).

وفي نوروز الرقة 2010 استشهد طفل اسمه محمد نور، كما أصيب العشرات من الكرد بعد أن أطلق الأمن السوري النار على المحتفلين. كما اعتقل في نفس العام الآلاف من الكرد في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب بعد أن استهدفهم رجال الأمن السوري.

وعادة ما يحاكم المعتقلون في نوروز في محاكم عسكرية، باتهامات “إثارة الشغب” أو “عضوية منظمة غير مرخص لها”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى