العراق يدخل في أزمة دستورية بعد فشل “التحالف الثلاثي” في تأمين نِصاب لجلسة البرلمان

قالت أوساط سياسية عراقية إن جلسة البرلمان العراقي الأربعاء كانت هزيمة مزدوجة بالنسبة إلى التحالف الثلاثي، حيث لم يشارك سوى 152 نائبا، ما يعني تراجع عدد النواب المؤيدين لهذا التحالف بنحو خمسين عضوا؛ الأمر الذي يُدخل العراق في دوامة دستورية لا نهاية قريبة لها.

فشل تحالف “إنقاذ الوطن” الثلاثي الذي يجمع الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وتحالف السيادة السنّي الذي يضم كتلتي “تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي و”عزم” بزعامة خميس الخنجر، على تمرير مرشح الديمقراطي الكردستاني لمنصب الرئيس، وهذا ما يعني على ان التحالف لا يمكنه تشكيل حكومة دون التوافق مع قوى الاطار التنسيقي الشيعي.

في الصدد؛ قال عضو ائتلاف دولة القانون عادل المانع، إن “الإطار التنسيقي وحلفاؤه اثبتوا قدرتهم على عدم تمرير مشروع التحالف الثلاثي، مبينا لوكالة “روج نيوز” أنه لا حل للازمة الا بالحوار ولا يستطيع التحالف الثلاثي ان يعقد جلسة اختيار رئيس الجمهورية بمفرده.

واضاف انه بات واضحا ان التحالف الثلاثي لا يمكنه تمرير رئيس الجمهورية باغلبية الثلثين، مشيرا الى أن الايام المقبلة ستشهد اطلاق مبادرة الاطار من اجل حلحلة الازمة الراهنة.

وتابع أنه “بامكان الاطار ان يشكل النصف زائدا واحد خلال الايام المقبلة ، مؤكدا ان “مبادرة الاطار تستوعب كل ابعاد العملية السياسية والبرنامج المعد للمرحلة المقبلة دون تغييب لاي طرف.

وفي السياق ذاته؛ قال السياسي صلاح عبد الرزاق أن “جلسة يوم امس فشلها كان متوقع كما حدث في جلسة السبت، مضيفا انه “امام التحالف الثلاثي خيارين اما فتح الحوار مع الاطار او حل البرلمان رغم صعوبته”.

برهم صالح يرفض طلبا من بارزاني بالانسحاب مقابل انسحاب ريبر أحمد

وليس بعيداً؛ أكد مصدر عراقي مطلع إن رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني اتصل عن طريق طرف ثالث بالرئيس العراقي برهم صالح وطلب منه أن ينسحب من المنافسة على منصب رئيس الجمهورية مقابل انسحاب مرشح الترضية ريبير أحمد.

وأكد المصدر أن الرئيس صالح “رفض الأمر رفضا قاطعا”، مؤكدا أن مرحلة المحسوبيات والتوافقات انتهت وأن من الضروري أن يدرك بارزاني أن العراق دخل مرحلة جديدة وتحتاج إلى تغيير جذري وإلا فإن تجدد الانتفاضة العراقية وارد.

واعتبر مراقبون أن غياب الوضوح لدى الصدر وتفضيل البحث عن التحالفات على حساب الشعارات التي رفعها خلال الأسابيع الأولى التي تلت الانتخابات جعلا فرص نجاحه في التوصل إلى النصاب لعقد جلسة برلمانية والتصويت على انتخاب الرئيس ولاحقا اختيار رئيس الحكومة أمرا بالغ الصعوبة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى