شراكة استراتيجية بين بكين ودمشق أمام اختبار قانون قيصر

عرض الرئيس الصيني شي جينبينغ مساعدة دمشق على إعادة بناء اقتصادها ومواجهة الاضطرابات الداخلية من خلال دفع العلاقات إلى مستوى “الشراكة الإستراتيجية”، وذلك أثناء محادثات بينه وبين بشار الأسد الذي يتعرض لعزلة دبلوماسية وعقوبات صارمة.

هرباً من الوضع الاقتصادي السيء الذي يعاني منه، توجه بشار الأسد إلى الصين عله يحصل على دعمها، في وقت تواصل فيه الصين خططها للتوسع في الشرق الأوسط من بوابة الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية، ولكنْ لا يُعرَف إلى أي حد يمكن أن يتخطى الوجود الصيني في سوريا الخطوط الحمراء التي وضعها قانون قيصر لعام 2020.

ويرى المراقبون أن الصين بإمكانياتها المالية وقدراتها السياسية وطموحها في المنطقة يمكن أن تضع يدها على المكاسب التي حققتها روسيا التي استنزفتها حرب أوكرانيا.

ولا تستطيع إيران، التي لديها تأثير كبير وبأشكال مختلفة في سوريا منافسة الصين لأنها ستبقى هدفاً للقصف الإسرائيلي والرفض الإقليمي لنفوذها في سوريا.

وبدورها لا يمكن لدولة الاحتلال التركي أن تكون عائقا أمام النفوذ الصيني لأن بشار الأسد من غير الوارد أن يقبل بها في بلاده كشريك اقتصادي بعد تدخلها في سوريا ودعمها لمختلف المجموعات المرتزقة ضد دمشق.

ويستبعد أن تجد الصين منافسة من الدول العربية الثرية التي تتعامل إلى حد الآن مع الملف السوري بحذر، فهي يمكن أن توفر بعض التمويل ولكن لا تستطيع تأمين أو حماية استثماراتها هناك. كما ليس من الوارد أن تضع نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة حول الملف السوري.

وعرض الرئيس الصيني شي جينبينغ مساعدة دمشق على إعادة بناء اقتصادها ومواجهة الاضطرابات الداخلية من خلال دفع العلاقات إلى مستوى “الشراكة الإستراتيجية”، وذلك أثناء محادثاته مع بشار الأسد الذي يتعرض لعزلة دبلوماسية وعقوبات صارمة.

وتعني “الشراكة الإستراتيجية” في الدبلوماسية الصينية ضمناً أن يكون هناك تنسيق أوثق في الشؤون الإقليمية والدولية بما يشمل المجال العسكري.

وتقع “الشراكة الإستراتيجية” في المرتبة التالية مباشرة لما تسميه بكين “الشراكة الإستراتيجية الشاملة”.

ودمشق الآن في حاجة ماسة إلى الاستثمار الأجنبي لتشييد بنيتها التحتية وإحياء مختلف الصناعات. وأثار الوضع الاقتصادي المتردي احتجاجات في جنوب البلاد طالبت فيها الحشود برحيل الأسد وحكومته.

ولكنّ محللين قالوا إن من المرجح أن تكون هناك حدود للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه بكين بشأن مساعدة دمشق في أي قضية من القضايا باستثناء استعادة وضعها الإقليمي.

ويرى المحللون أن بكين غير قادرة على رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن دمشق، وبالتالي ستكون قدرتها على التحرك محدودة.

منذ 2004..لأول مرة بشار الأسد يصل الصين برفقة زوجته

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى